في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) من أهم أدوات العصر الحديث، ويُستخدم في مجالات متعددة مثل الطب، التعليم، النقل، وحتى الأمن السيبراني.
لكن ككل تقنية، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر ومخاطر قد تتجاوز الخيال، لن نتعرض هنا لمخاطره المعروفة كالتزييف العميق التي سبق أن تحدثنا عنها هنا، لكن سنتطرق لأمر لا يقل خطوة وهو استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة في أيدي المخترقين والمجرمين الإلكترونيين، مما يثير الكثير من التساؤلات حول مدى خطورته إذا ما تم استخدامه في الهجمات السيبرانية.
الإجابة القصيرة: نعم، وبشكل متزايد.
الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة للبحث أو التحليل، بل تحول إلى سلاح فتاك في أيدي من يتقنون استخدامه.
باستخدام خوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية، يمكن للمخترقين تصميم هجمات أكثر ذكاءً ودقة، تتجاوز أنظمة الحماية التقليدية.
مثلاً، أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي كتابة رسائل "تصيد" (Phishing) شديدة الواقعية، تتناسب مع طبيعة المستخدم، وتبدو كأنها أُرسلت من شخص حقيقي.
كما يمكنه تحليل بيانات المستخدمين عبر الشبكات الاجتماعية لتحديد الأوقات والأهداف الأنسب للهجوم.
من الصعب تحديد رقم دقيق، لكن الدراسات والتقارير تشير إلى أن نسبة نجاح الهجمات التي تدمج الذكاء الاصطناعي أعلى بكثير من الهجمات التقليدية.
بحسب تقرير صادر عن McAfee Labs في عام 2023، فإن الهجمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أثبتت معدلات نجاح تزيد على 60% في اختراق الأنظمة التي لا تمتلك حماية متطورة.
السبب الأساسي هو أن هذه الهجمات تكون أكثر استهدافاً، وأكثر قدرة على تجاوز أنظمة الكشف.
الخطورة هنا لا تكمن فقط في نجاح الهجوم، بل في طبيعة الضرر الذي قد يسببه مثل:
المواجهة مع الذكاء الاصطناعي في عالم الجرائم الإلكترونية تتطلب استخدام نفس الأداة ولكن لأغراض الحماية.
نعم، الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً فحسب، بل هو مستقبل الأمن السيبراني .
ففي الوقت الذي تتطور فيه الهجمات بسرعة كبيرة، لا تستطيع الأنظمة التقليدية مواكبة هذا التطور.
أما الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فهي قادرة على التعلم من كل هجوم جديد، واكتشاف الأنماط الغريبة، والرد عليها في الوقت الفعلي.
لكن يجب التنبيه إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحرياً، فهو يحتاج إلى إشراف بشري وتدريب مستمر، وإلا قد يؤدي إلى أخطاء أو ثغرات جديدة.
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، هناك عدة أدوات وتقنيات تُستخدم في مكافحة الهجمات:
لكن كل هذه البدائل لا تغني عن الذكاء الاصطناعي، بل تعمل معه أو بجانبه لبناء نظام حماية شامل.
الرؤية المستقبلية تشير إلى صراع دائم بين المهاجم والمدافع، لكن الفارق سيكون لصالح من يملك التكنولوجيا الأحدث.
من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة زيادة كبيرة في الهجمات الذكية، خاصة مع توفر أدوات الذكاء الاصطناعي بسهولة على الإنترنت. لكن في المقابل، سيزداد الاستثمار في بناء أنظمة حماية متطورة قادرة على التنبؤ بالهجمات قبل وقوعها.
ربما في المستقبل القريب، لن يكون الإنسان وحده من يدافع عن الأنظمة، بل ستكون هناك روبوتات ذكية تحمي العالم الرقمي من روبوتات أخرى مصممة للهدم والتخريب .